والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد .....
فقد انتشر بين الناس في الآونة الأخيرة أقوال كثيرة خاظئة
فمنها قول :
" اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "إليكم الفتاوى وسبب النهي :
" اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "
سبب النهي :
فيه سوء أدب مع الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي فكأنه يقول: يا رب
افعل ما شئت ولكن الطف فيه، بدلاً من أن يدعوه متذللاً أن يرفع عنه البلاء
تماماً ويعرف أنه بضعفه ليس حملاً للحظة ابتلاء واحدة من رب العالمين
" وأيضاً فيه منافاة للحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يردُّ القضاء إلا الدعاء "
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السؤال الأول : يقول كثير من الناس اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
جواب الشيخ ابن عثيمين :
لا
نرى الدعاء هذا بل نرى أنه محرم وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة
والسلام لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت .
وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء كما جاء في الحديث لا يرد القضاء إلا الدعاء .
والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء .
والذي يرد القضاء هو الله عز وجل ،
فمثلا
الإنسان المريض هل يقول : اللهم إني لا أسألك الشفاء و لكني أسألك أن تهون
المرض لا بل يقول اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن
يقول يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه خطأ هل الله عز وجل إلا أكرم
الأكرمين وأجود الأجودين وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا
بسبب دعائك فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة وأن الواجب أن نقول اللهم
إني أسألك أن تعافيني أن تشفيني أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
هل يجوز الدعاء بـ :اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الكريم
من الناس من يقول
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه
هل هو تعدى بالدعاء وهل يجوز الدعاء به ام لا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
قال شيخنا الشخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الاربعين النووية :
وفي
هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن
أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد
القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف
، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً
: اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .
فقولك: (لا أسألك رد القضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم
أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث: لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ
الدُّعَاءُ . وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ، فإذا دعا
أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو فيستجيب
الله دعاءه.
قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الانبياء:83)
فذكر
حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قال الله : ( فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (الانبياء: الآية84)
المصدر
الشيخ عبد الرحمن السحيم
الشيخ عبدالرحمن السحيم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عبارة "لا أسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه".
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد
وصلني بريد إلكتروني ينهى عن بعض الأقوال والأدعية، أرفق لكم أدناه قولين
منها، وأرجو منكم توضيح ما إذا كان النهي صحيحا؟ وجزاكم الله خيراً.
"اللهم
إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه" سبب النهي: فيه سوء أدب مع
الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي فكأنه يقول" يا رب افعل ما شئت ولكن
اللطف فيه، وأيضاً فيه منافاة للحديث: "لا يرد القضاء إلا الدعاء".
قول "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"
سبب
النهي: سوء أدب مع الله يتضمن إعلانا تاماً أنك تكره ما قضى الله، وكان
الرسول – صلى الله عليه وسلم – إذا أصابه مكروه يقول "الحمد لله رب
العالمين على كل حال".
الإجابة:
الحمد
لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى
بهداه، أما بعد: فأما قول القائل: "اللهم إني لا أسألك رد القدر وإنما
أسألك اللطف فيه".
فهذا
دعاء لا أصل له، ومعناه غير صحيح، فكل من دعا الله ليدفع عنه مكروهاً -
عدواً أو خطراً أو أن يكشف عنه شدة - فإنه يطلب بذلك رد القدر، والله –
تعالى – قد أمر عباده بالدعاء، والداعي يطلب جلب ما ينفعه ودفع ما يضره،
ثم إذا دعا العبد وسأل ربه حاجته فالله – تعالى – يفعل ما يشاء وهو الحكيم
العليم، والله – تعالى – قد قدر الأسباب والمسببات، وكلها بقدر الله، وجعل
هذه الأقدار تتدافع، فالجوع قدر، والعطش قدر، والمرض قدر، وقد جعل الله
لرفع هذه الأقدار أسباباً فيدفع قدر الجوع بالأكل، والعطش بالشرب، والمرض
بالدواء، وقدر البرد بالثياب والاستدفاء، وما أشبه ذلك، ويفر الإنسان من
المكان الذي يخاف فيه، أو لا يجد فيه ما يحتاجه إلى المكان الذي يأمن فيه
ويجد فيه ما يحتاجه من المنافع، ولهذا لما رجع عمر – رضي الله عنه -
بالمسلمين ولم يدخل بهم الشام لأنه قد حدث فيه الطاعون قيل له: أتفر من
قدر الله، قال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، فعلى الداعي أن يدعو ربه
ويسأله حاجته؛ فيسأله النصر والرزق والشفاء من المرض وحصول الولد وسائر
المطالب، ويسأل ربه أن يدفع عنه المكاره، ويسأل مع ذلك ربه أن يلطف به في
جميع أحواله، أما قول القائل: إني لا أسألك رد القدر فهذا كلام لا يصح،
وليس له اعتبار ولا أصل له في النقل فهو دعاء مبتدع.
وأما
قول القائل: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكذلك ليس هو من
الحمد المشروع، بل الحمد ينبغي أن يكون مطلقاً فيقول: المسلم: الحمد لله
رب العالمين، الحمد لله على كل حال، الحمد لله على السراء والضراء.
ثم
قوله: إنه تعالى لا يحمد على مكروه سواه ليس بمستقيم، فإن الذي يؤدب ولده
بالضرب ونحوه يحمد على ذلك وإن كان الضرب مكروهاً بموجب الجبلة فالولد
يحمد والده على تأديبه، وكذلك من يفعل ما يوجب حداً أو تعزيراً إذا أقيم
عليه الحد الذي يردعه، فإن الذي يفعل ذلك يحمد وإن كان إقامة الحد
والتعزير موجع ومؤلم، ولكن الذي فعل هذا المكروه يحمد على ذلك لأنه محسن
ومصلح وفاعل لما أمر به، والحاصل أن كلاً من العبارتين لا ينبغي ذكرها في
الدعاء أو الحمد، بل يدعو الإنسان ربه ويحمده بالصيغ الشرعية المأثورة،
وعلى الوجه المشروع، والله أعلم.